Sunday 27 June 2010

آخر ليالي شهرزاد


مولاي.. أرجوك

أبقني.. أبقني ليلة أخرى



و لا لحظة أخرى


مللت، مللت منك


من حكاياتك



من تواجدك المستمر في حياتي



تشكو من وجودي بحياتك

و أنا أحببت حياتي


لوجودي بحياتك



آن أوان ذهابك


لا يا مولاي... أرجوك اتركني أبقى

ليلة أخرى



أتخافين الموت؟



لا


ليس الموت ما أخشى


إن كل خوفي هو أن أترك كل ما في حياتي.. أنت


أكره أن يأخذني الموت منك


لن تموت شهرزاد بضربة سيف


بل سأموت بوجود مَن بعدي معك



أنا لم أعتاد على امرأة واحدة



و أنا لم أعتاد إلا عليك


أحببت حكاياتي و أنا أرويها لك


المَرِح منها و الحزين


أحببتها لأنها ربطت بيننا


كانت كلماتي تجعل منك منصتاً


صامتاً،مترقباً،حالماً


كنت أرى في عينيك لمعة


صامتة، مترقبة ، حالمة


في ألف قصة و قصة


كم رأيتك تبكي و تفرح


في ألف قصة و قصة


لم تكن تضحك إلا لحكاياتي


لم أرى دمعك إلا لأحزان أبطال رواياتي


و كنت دوماً تسألني


بشغف محبب إلى قلبي


- و ماذا بعد؟


و أطيل أنا في كل مرة


حتى مطلع الصباح


و أكف عن الكلام المباح


فتبقيني ليلة أخرى


معك، بجوارك


أصبحت رواياتك متشابهة


لم تعد لي رغبة فيك



إعتدت علي فمللت مني، و إعتدت عليك فأحببتك


كيف تحبين رجلاً يوشك أن يقتلك كل ليلة ؟؟



هو نفسه من يأويني كل ليلة



إنك تحبين قصري



بل أحب سيده، لما أرى في قلبه من رحمة دفينة



دعينا من تلك العبارات الخيالية



الخيال هو ما جمع بيننا


خلق بيننا رباطاً قوياً


كضوء الشمس


تشعر به و لكن لا تراه



أنا لا أشعر بشيء



رباه..، لشد ما يؤلمني عناده



حسناً إذن، لن أحضر السياف


سأتركك ترحلين بسلام



أي سلام هذا.. و تركك و موتي شيئاً واحداً



ماذا تريدين إذن؟



هل لي أن أروي لك حكاية أخرى؟



آخر حكاية؟



آخر حكاية



و بعد ذلك تذهبين؟


............................


و بعد ذلك تذهبين؟؟؟


لا


و بعد ذلك اقتلني


أقتلك؟ أتطلبين هذا بنفسك؟ هل فقدت عقلك؟

بل سأفقد حبي و أماني إذا أردت لي الرحيل

فاتركني أرحل عن عالمٍ بلا شهريار



ولكني لا أريد قتلك



أتريد غيري من النساء؟


شهرزاد.. أنت جارية

لا فائدة إذن.. اقتلني

و لكن

بعد هذه الرواية


الرواية الآخيرة


بلغني أيها الملك السعيد... ذو الرأي الرشيد

No comments:

Post a Comment